khaliloعضو جديد
| موضوع: في ذكرى عيد الأُم .. نـــبـــع الــحـــنــان 16/03/11, 11:08 pm | |
| شارك الموضوع مع: السلام عليكم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إلى أُمي الرؤوم التي أبت ظروف الاغتراب إلاّ أن تحول دون رؤيتها ... في ذكرى عيد الأُم .. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عَلَى الْقَلْبِ أطْيَارٌ مِنَ الشَّوْقِ حُوَّمُ وَشُهْبُ الدَّرَارِي سَابِحَاتٌ وَعُوَّمُ أُحَاوِلُ أنْ أسْلُو بِلَيْلِ تَغَرُّبِي فَيَكْبُرُ شَوْقَي بِالسُّلُوِّ وَيَعْظُمُ وَأغْفُوْ عَلَى صَمْتِ الْحَنِيْنِ وَصَمْتُهُ يُعَبِّرُ عَنْ حَرِّ الْهَوَى وَيُتَرْجِمُ فَقَدْ عَادَنِي طَيْفٌ يُؤَمِّلُ غُرْبَتِي أَتَى لِيَزِيْلَ الْحُزْنَ , فَالْحُزْنُ أقْدَمُ يُؤَنِّقُ هَذَا الطَّيْفُ ذِكْرَىً تُذِيْبُنُي وَيْنُشُرُ عَنْ بَحْرٍ مِنَ الشَّوْقِ مُفْعَمُ تَوَطَّنَ عَيْنِي وَالْحَنِيْنُ مُبَرَّحٌ لِذِكْرَاكِ طَيْفٌ عَائِدٌ وَهْوَ يُلْهِمُ أأمُّاهُ إنْ طَالَ الْفُرَاقُ لِغُرْبَةٍٍ وَإنِ نَتَنَاسَى الْعَهْدَ وَاكْتَظَّ مُؤْلِمُ وَبَانَتْ عَلَى الأزْمَانِ مِنِّي خُشُوْنَةٌ وَقَصَّرْتُ فِيْمَا يَجْتَبِيْهِ التَيَّمُمُ وَإِنْ أشْغَلَتْنِي عَنْ وَدَادِكِ رَغْبَةٌ فَأنْتِ بِدُنْيَايَ الْهَوَى وَالتَّرَنُّمُ وَإنَّكِ نَبْضٌ فِيْ فُؤَادِيْ وَوَمْضَةٌ بِرُوْحِيْ وَرَفْدٌ فِيْ نَجَاحِيَ يُسْهِمُ فَمَا زِلْتُ فِيْ عَيْنَيْكِ طِفْلاً بِمَهْدِهِ يَرُوْحُ وَيَغْدُوْ بَاكِياً أوْ يُنَمْنِمُ كَفَرْخٍ تُغَذِّيْه , فَإنْ أُجْهِدَتْ يدٌ عَنِ الأكْلِ يُبْدِيْ دَمْعَهُ وَيُجَهِّمُوا وَفِيْ خَاطِرِيْ مَمَّا حَنَوْتِ مَنَاهِلٌ تُوَشْوِشُ قَلْبِي بِالْحَنَانِ وَتُفْعِمُ حَنَانٌ وَإحْسَانٌ وَفَيْضُ بَرَاءَةٍ وَوَجْهٌ وَإنْ قَدْ طَالَهُ الْحُزْنُ يَبْسُمُ وَعِنْدَكِ للأبْنَاءِ حِجْرٌ مُوَطَّئ كَحِصْنٍ يَقِيْنَا الْهَمَّ وَالخَطبُ مُظْلِمُ فَنلْجأُ مِنْ بَرْدِ الشِّتَاءِ لِدِفْئِهِ فَيَطْرُدَ عَنَّا الْبَرْدَ وَاللَّيْلُ مُعْتَمُ لأرْؤُسِنَا تَحْتِ الضَّلُوْعِ وِسَادَةٌ وَأذْرُعُنَا منْ تَحْتِ ثَدْيَيْكِ تَحْزُمُ تَرَيْنَا عُيُوْناً مِنْ حَنَانٍ مُصَرَّدٍ لِنَنْهَلَ مِنْ مَعْسُوْلِهَا وَنُنُعَّمُ وَحِجْرٌ بِهِ يَرْسُوْ الْحَنَانُ وَجَانِحٌ نُنُطَّ عَلَى أضْلاعِهِ وَنُهَوِّمُ وَتِلْكَ الأيَادِي الْحَانِيَاتُ وَدِفْئُهَا تَقِيْهِمْ بِبَرْدٍ قَاتِلٍ لِيُنَعَّمُوا تَحِسِّيْنَ إنْ أنْفَاسنَا لَفَحَتْ فَمَاً نَعِيْماً بأفْوَاهِ الصِّغَارِ مُخَيِّمُ بَنَيْتِ لَنَا وَسْطَ التَّرَائِبِ مَعْبَدَاً فأنْتِ بِهِ صُوْفِيَّةُ الْحُبِّ تُنْعِمُ بَنَيْتِ بِذَا جِسْمَاً وَعَقْلاً وَخَاطِراً فَمَا الأُمُّ إلاّ صَانِعٌ وَمُفَهِّمُ مَلامِحُ طِفْلٍ يَسْتَظِلُّ بِأُمِّهِ لِيَنْهَلَ مِنْ نَبْعِ الْحَنَايَا وَيَغْنمُ رَفِيْقَيْنِ بَعْدَ الْعَشْرِ عَشْر وَوَاحِدٌ مَشَيْنَا بِهَا فِيْ حُلْوِهَا وَهْيِ مَغْنَمُ فَفَرَّقَنَا رَوْعُ الزَّمَانِ وَهَا أنَا وَحِيْدٌ كَمَشْجُوْنٍ يَجِنُّ وَيَكتِمُ فَمَا الْعَيْشُ دُوْنَ الأُمَّهَاتِ سِوَى أسَى وَوِحْشَةُ دَرْبٍ وارْتِحَالٌ وَعَلْقَمُ وَمَا أوْحَشَ الدُّنْيَا بِغَيْرِ أُبُوَّةٍ إذَا أظْلَمَتْ فِيْهَا مِنَ اللَّيْلِ أَنْجُمُ ضَعِي فَوْقَ رُوْحِي النَّوْءَ واسْتَشْعِرِي الرِّضَا لِتَعْتَجِرِي النَّجْوَى إلَيْكِ , فَأُسْلَمُ إذَا ابْتَسَمَتْ أُمِّي فَصُبْحِي مُنَوَّرٌ وَإنْ حَزُنَتْ فَالصُّبْحُ لَيْلٌ مُعَتَّمُ سَتَبْقِيْنَ أدْوَاحَاً بِهَا حُلُمُ الْمَدَى وَتَبْقِيْنَ حُبَّ الْقَلْبِ لَمَّا يُتَرْجَمُ فَشُكْراً لأشْوَاقٍ عَلَى الْبُعْدِ أوْجَبَتْ قَصِيْداً بِعِيْدِ الأُمِّ يُرْجَى وَيُنْظَمُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ والسلام عليكم |
|